السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
(( قصة قصيرة بقلمى من وحى الخيال ))
قسوة الرحمة
لقد اعتدت على العيش بمفردى وذلك ليس لفقدانى أسرتى ولكن لكونى بمكان عملى الذى يبعد عن منزل اسرتى بمسافة كبيرة فإستأجرت منزل بقرب موقع العمل ، حيث أعمل مهندسة بترول بإحدى الهيئات فى واحة صغيرة.
فى البداية كان عملى مثير للإهتمام فهو دائما فى أماكن وعرة بعيد عن المدن الشاغرة بالناس والمحلات والمطاعم فأحببت الجو الهادىء الذى يدعو للتأمل ولكن سرعان ما وقعت فى دائرة الملل وكنت دوما أبحث عن أشخاص أتحدث إليهم ليملئوا يومى فكنت أحاول أن أصادق البدو الذين لم يتواجدوا فى هذا المكان منذ فترة طويله فكنت اتعرف على حياة قبيلتهم المليئة بالطقوس الغريبة
وفى إحدى الأيام أرسلت الهيئة التى أعمل بها مهندسا جديدا عندما نجحنا فى اكتشاف بوادر تنم عن وجود بترول
وطبعا أرسلت لى مكافئة كبيرة لذلك
وقد كلفتنى الهيئة بأن أكون مرشدته حتى يعرف كل شىء عن مواطن العمل
ففرحت وبت أحلم بهذا المهندس المتوقع أن يكسر روتين عملى المعتاد ولو لبعض الاوقات
ولعله يكون مهندس وسيم صغير السن ومناسب للدراسة ليكون عريس الغفلة المنتظر
وفى صباح اليوم التالى جاءت عربة مسرعة تتخبط بتعاريج الأرض الغير مستوية وخرج منها رجل كبير السن ذات ملامح قوية لا تنم عن أى وسامة على الأطلاق
ولكن بعد أن ارتضيت بالأمر الواقع كان قد مر وقت طويل وتعودت على وجوده إلى أن أصبحت أشعر بالإنسجام معه
وذلك بحكم أننا نقضى أغلب الوقت معا وفى بعض الأوقات نتحدث فى الأمور الحياتيه
ولكنه كان ينظر لى بتساؤل
وفى عينى الإجابة
فتجرأت وقلت له
فتجرأت وقلت له
أتريد أن تسألنى لماذا اخترت العمل الصعب هذا
قطعا سأجيب :لانى أحب هذا العمل ولا أحب سواه
وطبعا تريد أن تقول ولكن سنك صغير وكان من الممكن أن تلتفتى إلى حياتك الشخصية أولا بمعنى أن تتزوجى
وقطعا سأجيب : وماذا إن انتظرت كثيرا ولم يأتى الذى أقتنع به ليكون زوجى
وطبعا ستقول فأنتى جميلة ولا شك إن ذلك كان سيحدث سريعا
ولكنى سأجيب بأنى ...
فقاطعنى وهو مبتسم ليقول كنت أريد أن أسأل أين ملف المشروع لأقيد به البيانات الأخيرة
فشعرت بالأحراج قليلا
ليقول : أتعلمى أن حياتك مثيرة للتساؤل حقا
فقولت له : أنت تبالغ لتبعد عنى الإحراج
فعلت ضحكته وقال : هل تقبلينى زوج لكى
فإندهشت من هول المفاجئة وتتعتعت بالكلام ولم تخرج منى كلمه مفهومه حتى
فقال لي مبتسما : لا أريد منك الإجابة الآن
فقلت له : ولكن تنتابنى عدة تساؤلات فأنت تعديت العقد الخامس من عمرك
ولما تعتقد أنى سأوافق أن أربط حياتى بك وانا لما اتعدى العقد الثالث من عمرى
كما أنك لماذا لم تتزوج حتى الآن؟
ولما أنا ؟
ولما ...
فقال : لم أجد الزوجه المناسبة كى أتزوج بها
ولم أعتقد بأنك ستوافقى بالزواج منى
ولكن الحب يستحق المحاولة بل المعركة
وبخبرتى قد تأكدت إنك ترتاحى فى الحديث معى ومنجذبة إلى
قلت فأنت مثل أبى الذى افتقده بحكم عملى
قال :الزوج يمثل الأب والأخ والحبيب كل شىء للزوجة
قولت :لا أريد
قال : لما التسرع فى الرد بدون تفكير
قولت : لأنى لا أريد حياة تعيسة
الزوجه تتسم بالحيوية وتحيا ريعان الشباب
والزوج متكأ على عصا ويريد أن يحبسها بغرفة لا شمس بها ولا هواء
فقال: أنتى تشاهدى أفلام كثيرة
قلت : إخبرنى عن سبب واحد يجعلنى أرغب الزواج منك
قال : السعادة
سواء كانت فى المال
او فى الحب
او الحياة العملية
او الحياة الشخصية
فقلت له : هذه بداية نهايتى .. الإغراءات
قال : دعينى أثبت لك
قلت : لا أريد
لقد تعرفت على شاب فى سنى منذ فترة فهو من البدو الذين اقضى معهم باقى يومى
وطلب منى الزواج وسأوافق فهو يعلم كل ما أريده من مواصفات زوج المستقبل التى أحلم بها
قال :وانا لا أمانع ولكن ألا أستحق منك فترة للتفكير
قولت : لا أريد الجنى على نفسى
قال : دعينى أثبت لك
فحملت نفسى وعدت إلى منزلى بعد أن بعثت له نظرة شفقة ولكنى لم أنسى نظرة الحنان بعينيه
وفاليوم التالى
ذهبت الى البدو اتفقد أحوالهم وأبلغ الشاب الذى طلب منى الزواج بأنى موافقة
ولكن
فوجئت بأن البدو قد رحلوا
ولم ينتظرنى ذلك الشاب ولو ليودعنى
وخاب ظنى فى حكمى على هذا الشاب
فذهبت الى عملى
ونظرت من بعيد لعمال الهيئة
ولكنى لم أرهم
فأسرعت نحوهم ولم أجدهم
وكانت المفاجئة الكبرى فى أنى لم أجد حتى مبنى الهيئة فلا أثر هدم حتى
فأنتابنى الخوف كثيرا
وأحاول أن أبحث عن أيا من العمال او أى شخص اسأله عما حدث
وأخذت أجول حول نفسى ولم أجد احدا
فجريت مسرعة إلى منزلى الصغير
وأنا أبحث عن جوالى لعلى أجد من يساعدنى ولكن كما توقعت لم أجده
ووصلت الى المنزل وانا ابحث وابحث
وازداد الرعب بداخلى ولا أفهم ماذا يحدث
ياربى.. أتمنى لو يكن ذلك حلما بل هذا كابوسا أريد أن افيق من نومى
ولكن وانا أبحث
وجدت ورقة على فراشة
فحاولت بلع ريقى واحاول قراءة المكتوب
((عزيزتى انا من تركتيه دون أن تفكرى ولو للحظة
ألم أستحق منك ذلك ؟
حاولت أن اثبت لك كيف أشعرك بالسعادة ولم تعطنى الفرصه حتى لذلك
كل ما حولك أنا من صنعته لك
فقد شعرت بحبى لك منذ زمن ولم أعلم كيف اجعلك تحبيننى
علمت أنك تحبى دراسة هندسة البترول تكفلت بمصاريفك لكى تحصلى عليها وذلك بالاتفاق مع أسرتك
ألم تسألى نفسك يوما كيف صرف أهلك على تعليمك وراتب والدك يكاد يكفى لقمة العيش لك ولإخوتك؟
وعندما عرفت أنك تريدى أن تعملى قد بنيت صرحت كبيرا متخصص فى الكشف عن البترول
كى تعملى به وأيضا بالتنسيق مع أسرتك
ألم تسألى نفسك يوما كيف حصلتى على وظيفه بهذه السهولة وبلدتك تعانى البطالة؟
وعندما علمت أنك تهوى العمل على الطبيعة لتمارسى عملك الذى تحبينه
فأرسلتك لمكان قد تم الكشف عن وجود بترول به من قبل بالفعل وأردت أن تنولى أنتى شرف الإكتشاف
ألم تشعرى بسعادة عندما حصلتى على مكافئة كبيرة لنيلك هذا الشرف ؟
وعندما علمت أنك بدأتى تشعرى بملل لوجودك بهذا المكان
جعلت إحدى القبائل تعيش بالقرب منك كى تشعرى معهم بالألفة
ألم تسألى نفسك يوما كيف تعيش هذه القبيله فى هذا المكان الذى لا توجد به آبار او عيون المياة وانتم تحصلون عليها بالمؤن من الهيئة ولكن هم كيف يعيشوا فى هذا المكان ؟
وبدأت أن أظهر لك بعد ذلك بعد أن شعرت أنك اخيرا تتمنى الحبيب الذى يأتى ليخطف قلبك
وحاولت بكافة الوسائل ذلك
ولا تنكرى أنك كنتى تشعرى بالسعادة عندما نتواجد سويا
فكنت أتعامل واتصرف بالمواصفات التى تريدينها من حبيبك
ولا داعى للتساؤل كيف أعرف هذه المواصفات
فالشاب البدوى هو من قام بذلك الدور
ولا تسألى نفسك لماذا طلب منك الزواج
لقد طلبت منه أن يفعل ذلك كى أعرف من ستختارى
الشاب الذى لم يتعامل معك أبدا من قلبه وكل كلامه حفظ وتنفيذ لما أطلبه
أم ستختارى من أعطى لك عمره وماله وعمله وحياته وعاش فقط من أجل حبك ))
وقبل أن أنهى أخر كلماته
وقعت باكية ولم تتحمل أقدامى الصمود
فالدموع بعينى وخيبه الأمل بداخلى والحزن بأعماقى والندم يقتلنى
فنظرت إلى الورقة مرة ثانية
وقرأت
سأرسل لك خيال المأتة هذا لكى تتزوجى به لعله يوافق
فأنت لا تستحقى أن تكونى لى زوجة
سامحينى
...
وقلت له : المستند بالدرج الثانى
وأردت الذهاب سريعا ولكنه أستوقفنى
ليقول : أتعلمى أن حياتك مثيرة للتساؤل حقا
فقولت له : أنت تبالغ لتبعد عنى الإحراج
فعلت ضحكته وقال : هل تقبلينى زوج لكى
فإندهشت من هول المفاجئة وتتعتعت بالكلام ولم تخرج منى كلمه مفهومه حتى
فقال لي مبتسما : لا أريد منك الإجابة الآن
فقلت له : ولكن تنتابنى عدة تساؤلات فأنت تعديت العقد الخامس من عمرك
ولما تعتقد أنى سأوافق أن أربط حياتى بك وانا لما اتعدى العقد الثالث من عمرى
كما أنك لماذا لم تتزوج حتى الآن؟
ولما أنا ؟
ولما ...
فقال : لم أجد الزوجه المناسبة كى أتزوج بها
ولم أعتقد بأنك ستوافقى بالزواج منى
ولكن الحب يستحق المحاولة بل المعركة
وبخبرتى قد تأكدت إنك ترتاحى فى الحديث معى ومنجذبة إلى
قلت فأنت مثل أبى الذى افتقده بحكم عملى
قال :الزوج يمثل الأب والأخ والحبيب كل شىء للزوجة
قولت :لا أريد
قال : لما التسرع فى الرد بدون تفكير
قولت : لأنى لا أريد حياة تعيسة
الزوجه تتسم بالحيوية وتحيا ريعان الشباب
والزوج متكأ على عصا ويريد أن يحبسها بغرفة لا شمس بها ولا هواء
فقال: أنتى تشاهدى أفلام كثيرة
قلت : إخبرنى عن سبب واحد يجعلنى أرغب الزواج منك
قال : السعادة
سواء كانت فى المال
او فى الحب
او الحياة العملية
او الحياة الشخصية
فقلت له : هذه بداية نهايتى .. الإغراءات
قال : دعينى أثبت لك
قلت : لا أريد
لقد تعرفت على شاب فى سنى منذ فترة فهو من البدو الذين اقضى معهم باقى يومى
وطلب منى الزواج وسأوافق فهو يعلم كل ما أريده من مواصفات زوج المستقبل التى أحلم بها
قال :وانا لا أمانع ولكن ألا أستحق منك فترة للتفكير
قولت : لا أريد الجنى على نفسى
قال : دعينى أثبت لك
فحملت نفسى وعدت إلى منزلى بعد أن بعثت له نظرة شفقة ولكنى لم أنسى نظرة الحنان بعينيه
وفاليوم التالى
ذهبت الى البدو اتفقد أحوالهم وأبلغ الشاب الذى طلب منى الزواج بأنى موافقة
ولكن
فوجئت بأن البدو قد رحلوا
ولم ينتظرنى ذلك الشاب ولو ليودعنى
وخاب ظنى فى حكمى على هذا الشاب
فذهبت الى عملى
ونظرت من بعيد لعمال الهيئة
ولكنى لم أرهم
فأسرعت نحوهم ولم أجدهم
وكانت المفاجئة الكبرى فى أنى لم أجد حتى مبنى الهيئة فلا أثر هدم حتى
فأنتابنى الخوف كثيرا
وأحاول أن أبحث عن أيا من العمال او أى شخص اسأله عما حدث
وأخذت أجول حول نفسى ولم أجد احدا
فجريت مسرعة إلى منزلى الصغير
وأنا أبحث عن جوالى لعلى أجد من يساعدنى ولكن كما توقعت لم أجده
ووصلت الى المنزل وانا ابحث وابحث
وازداد الرعب بداخلى ولا أفهم ماذا يحدث
ياربى.. أتمنى لو يكن ذلك حلما بل هذا كابوسا أريد أن افيق من نومى
ولكن وانا أبحث
وجدت ورقة على فراشة
فحاولت بلع ريقى واحاول قراءة المكتوب
((عزيزتى انا من تركتيه دون أن تفكرى ولو للحظة
ألم أستحق منك ذلك ؟
حاولت أن اثبت لك كيف أشعرك بالسعادة ولم تعطنى الفرصه حتى لذلك
كل ما حولك أنا من صنعته لك
فقد شعرت بحبى لك منذ زمن ولم أعلم كيف اجعلك تحبيننى
علمت أنك تحبى دراسة هندسة البترول تكفلت بمصاريفك لكى تحصلى عليها وذلك بالاتفاق مع أسرتك
ألم تسألى نفسك يوما كيف صرف أهلك على تعليمك وراتب والدك يكاد يكفى لقمة العيش لك ولإخوتك؟
وعندما عرفت أنك تريدى أن تعملى قد بنيت صرحت كبيرا متخصص فى الكشف عن البترول
كى تعملى به وأيضا بالتنسيق مع أسرتك
ألم تسألى نفسك يوما كيف حصلتى على وظيفه بهذه السهولة وبلدتك تعانى البطالة؟
وعندما علمت أنك تهوى العمل على الطبيعة لتمارسى عملك الذى تحبينه
فأرسلتك لمكان قد تم الكشف عن وجود بترول به من قبل بالفعل وأردت أن تنولى أنتى شرف الإكتشاف
ألم تشعرى بسعادة عندما حصلتى على مكافئة كبيرة لنيلك هذا الشرف ؟
وعندما علمت أنك بدأتى تشعرى بملل لوجودك بهذا المكان
جعلت إحدى القبائل تعيش بالقرب منك كى تشعرى معهم بالألفة
ألم تسألى نفسك يوما كيف تعيش هذه القبيله فى هذا المكان الذى لا توجد به آبار او عيون المياة وانتم تحصلون عليها بالمؤن من الهيئة ولكن هم كيف يعيشوا فى هذا المكان ؟
وبدأت أن أظهر لك بعد ذلك بعد أن شعرت أنك اخيرا تتمنى الحبيب الذى يأتى ليخطف قلبك
وحاولت بكافة الوسائل ذلك
ولا تنكرى أنك كنتى تشعرى بالسعادة عندما نتواجد سويا
فكنت أتعامل واتصرف بالمواصفات التى تريدينها من حبيبك
ولا داعى للتساؤل كيف أعرف هذه المواصفات
فالشاب البدوى هو من قام بذلك الدور
ولا تسألى نفسك لماذا طلب منك الزواج
لقد طلبت منه أن يفعل ذلك كى أعرف من ستختارى
الشاب الذى لم يتعامل معك أبدا من قلبه وكل كلامه حفظ وتنفيذ لما أطلبه
أم ستختارى من أعطى لك عمره وماله وعمله وحياته وعاش فقط من أجل حبك ))
وقبل أن أنهى أخر كلماته
وقعت باكية ولم تتحمل أقدامى الصمود
فالدموع بعينى وخيبه الأمل بداخلى والحزن بأعماقى والندم يقتلنى
فنظرت إلى الورقة مرة ثانية
وقرأت
سأرسل لك خيال المأتة هذا لكى تتزوجى به لعله يوافق
فأنت لا تستحقى أن تكونى لى زوجة
سامحينى
...