بحر الصمت .. لماذا ؟!


عندما إخترت الصمت
إخترته لعجز الكلمات عن التعبير
ووجدت للصمت صدى وآنين
تهتز له أرجاء السنين
وينحنى له الجبين
فقد تاهت كلماتى فى صحراء الحزن الموحشة
وتمزقت النفس بين الشوق والحنين
وبين الرغبة فى أن أرسى على شاطىء الأمان
لحياة صاخبة ملتهبة البركان
فيقتلنى الصمت بلا استئذان
وأريد التكلم ، أعانى من ألم الكتمان
وإن كان لى الخيار بين الصمت والكلام
سأختار الصراخ وأقاوم الأحزان
وسأمشى بلا اتجاه بلا عنوان




الخميس، 3 فبراير 2011

بقايا أشياء ...




فى محاولة لمخاطبة نفسى
ستتعلمين كيف لا تندمين كل مرة عن بقايا الأشياء

عندما تجدى صديق خائن وعدوا وفى

ستدركين ماذا تعنى لك بقايا صديق

واذا طعنك أخيك من الخلف

ستعرفين ما هى بقايا الإخوة

سيكون العدو حينها أكثر نخوة

وإذا تخلل عقلك بعض السفهاء أو النصابين

ستشتاقى لكلمة طيب أو حنون

ستذكرين معنى بقايا الشهامة والحنين

...

ستتعلمين كيف لا تتحكمين بمشاعرك

عند مشاهدة الأخبار بمئات الجرحى وضرب النار

فى حين عدم تأثر الآخرين

فإن كانت الدموع تتسابق للسقوط

ستدركين قيمة القسوة والجفا

وفى كل يوم ستتخلين عن أحد البقايا الزائلة فى هذا الزمن

...

ستتعلمين كيف تدركين فى كل مرة اختلاط الأوراق ببعضها

فكثرة المثقفين من حولك تجعلهم أجهل بما يحتويكى من الجهلاء ذاتهم

أو لا يرضيكى ، فلا يستطيعوا التفريق بين الحق والباطل

ستجدين ألآف الفتاوى ولا تعلمين أيهم تختارى

فتكون المصيبة أعظم والكارثة أكبر والحقيقة أمر

ستبقى لنا فى النهاية المعانى الزائفة والأشخاص المهملة

هى أفضل وأحسن

بعدما فقدنا ما كان من القمة أعلى

ولكن عندما تتعلمين لا تتعجبى

...

فلا تتوقعين أن القادم ليس إلا الأسوأ

فإن كانت هناك ثورة محيطة قد تكون منتصرة أو خاسرة

فلا تنكرين أبدا أن ثورتك الداخلية أقوى بكثير

ثورة بلا رحمة ، ثورة فاقدة الأحساس والشفقة

وكل شىء مباح فيها فلا تستطيعى معرفة نتيجتها

ولكن المؤكد والمعروف

إن نجحت الثورة أو فشلت

فى كلا الحالتين أنتى مهزومة

ولم تصاحبك سوى البقايا

 بقايا أشياء



هناك تعليقان (2):

  1. لا أخفي اندهاشي بهذا الموضوع! فهو إما من قصاصة أدبية قديمة أو نال نصيبه من النشر في ظل أحداث طغت على كل جميل. الكلمات رغم أنها تتزاحم لتنقل حساً أليماً بالعدمية لكنها تتضافر لتسطر قصيدة تقبض على معانٍ لم أتصور من قبل أن تخرج بهذا الصدق. لعلي لا أميل أبداً للاستسلام لهذه القشعريرة في الروح، وكأن شخصاً يختنق وحده في الظلام من كثرة ما عانى، لكن أعجبني في القصيدة الإصرار على أن يحرك الإنسان ولو حتى آخر أنملة لديه ليقول للعالم إنه حي يتألم قبل أن يلفظ روحه!

    القصيدة جاءت من أربع مقاطع، الأول يرثى لجروح تُركت لتدمي طولا، والثاني يحاول بث الرغبة في الصراخ ألما، إلا أن الثالث يجثو بالإنسان على ركبتيه يأساً، قبل أن يأتي الأخير ليكتب بحروف متألمة رغبة أخيرة في المقاومة قبل أن تهدأ الأنفاس، ربما إلى الأبد. للحظة رفضت أن أصدق أن القصيدة انتهت، ولكنها كذلك بالفعل فلم تترك بالفعل سوى كومة رماد (بقايا أشياء).

    ردحذف
  2. بجد بحب أوى تحليلك لكلماتى
    بحس ان فيها معانى اجمل واحسايس افضل
    التحليل يعنى بيبقى احلى من كلمات الموضوع نفسها
    تسلم بجد يا " أبيه أسامة "
    على فكرة التدوينه دى مش قديمة انا كتبتها فى نفس التوقيت العصيب دا

    ردحذف

يشرفنى تعليقك